كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
18- الصدق عند الطفل
الطفل هو إنسان صغير داخل إلى مجتمع جديد، لا يعرف كيف سيتعامل معه هذا المجتمع، ومن هو موضع ثقة يطمئن إليه. وهو يطمئن إليك عن طريق محبتك وعطاياك.
وأيضاً يثق بك إن كنت صادقاً معه.
سواء الصدق في المعلومات التى تقولها له، أو الصدق في المواعيد التى تعده بها.
وحذار أن تكذب، فالولد عنده الصراحة الكافية التى يقول لك بها أنك تكذب (إن كان يعرف هذه اللفظة) أو على الأقل يقول لك (أنت بتضحك على)... أو على الأقل لا يضع ذهنه أن يثق بك فيما بعد، في كل ما تقوله له مستقبلاً...
وتكون بذلك قد أدخلت الشك إلى نفسه.
وأفقدته شيئاً من بساطته التى تميل إلى تصديق الغير. وتدخله أحياناً في حيرة: من من الناس يصدقه؟ ومن الذى يشك فيه... ويدخل في هذا البند، إن خدعته بحيلة معينة في موضوع ما، واكتشف أنك خدعته لكى تصل إلى غرضك، وتمنعه عما يريد...
بل أخطر من هذا، قد تعلمه الكذب والتحاليل.
إن الطفل يحب الطبيعة بكل تفاصيلها.
الأشجار، الأزهار، البحر، الورد، الطير، السمك. ويفرح أن تكون على ملابسه رسوم لشيء من كل هذا. فهو يحب الرسم أيضاً، ويحب الصور. وحين نعلمه القراءة، نستغل هذه النقطة... فنقول له: ألف: أرنب، الباء: بطة... فنقرب إليه النطق، ونوضحه بالرسم.