كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
34- الطفل مؤمن
يولد الطفل مومناً. الإيمان غريزة مغروسة في نفسه. تحدثه عن الصلاة، فلا يعرضك. تلقنه ألفاظاً يقولها لله في صلاته، أو أن يقول "يا رب" فلا يقول لك: من هو الله؟ ومن هو ربنا؟ وأين هو؟ أو أتكلم مع من... لذلك فالذين يقولون "ننتظر على الطفل حتى يؤمن" !!... هؤلاء ينسون تماماً أن الطفل مؤمن. ولا توجد أمامه أية عوائق للإيمان.
هذه الفترة من أحسن الفترات لغرس الإيمان بمحبة الله ورعايته لنا.
يمكن أن تلقنه فيها أن الله هو مصدر كل خير حولنا. هو الذى وهبنا الطبيعة: الشمس والقمر والنجوم، والشجر والعشب والزهور والطيور، والحيوانات الأليفة... وكل شئ... إنه القلب الكبير والمحب... وهو أيضاً الذى أعطانا النور والعين لنبصر، والأذن لنسمع وأعطانا الليل والنوم لنستريح...
وهذه السن نافعة أيضاً للحديث عن قوة الله وعظمته.
الله القادر على كل شئ، الموجود في كل مكان، الذى يرى كل ما نعمله، ويسمع كل ما نقوله. الطفل في سني طفولته الأولى يظن أن أباه بالجسد قادر على ان يعطيه كل شئ. وقد يقول لأبيه وهو سائر في الطريق: أريد أن تشترى لى هذه السيارة، أو هذه العمارة، وربما هذه الطيارة (إن رآها في الجو). وقد يداعبه أبوه ويقول له "حاضر يا حبيبى، وأنا راجع ألفها لك في ورقة". ويضحك الطفل لهذه المداعبة ثم ينسى ما طلبه.
فإن كان الأب الأرضي يقدر على أشياء عديدة، فكم بالأكثر الله في السماء.
ويمكن في هذه السن أيضاً أن تحكى له بعض المعجزات عن عناية الله: مثل معجزة الخمس خبرات والسمكتين، ومعجزة منح البصر للمولود أعمى (يو11)، ومعجزة شق البحر الأحمر (خر14)، وصعود المسيح على السحابة إلى السماء (أع1)، وصعود إيليا النبى في مركبة نارية (2مل1).
إنها سن صالحة جداً لرواية المعجزات...
وهي قصص واقعية تاريخية، أصلح بكثير مما ترويه له كتب العالم من قصص الجن والسحر وبساط الريح... إلخ.