كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
22- التخويف مع الأطفال
احترس أيضاً من أسلوب التخويف...
لا تخوفه باستمرار من الله ومن الآباء.
لا تقل له باستمرار "ربنا يزعل منك"... "ربنا مش ها يحبك لو عملت كده". أصعب من هذا الذى يقول له "لو عملت كده، ربنا ها يوديك النار"...
لا تجعل صورة الله مخيفة للطفل.
وإن الله واقف له بالمرصاد، ليراقبه ويعاقبه!! أو أن الله باستمرار ضد حريته وضد رغباته!! أو لأنه لا يتسامح معه في شئ... أو أن الطفل معرض لأن يفقد محبة الله لأي سبب... أو أن علاقته بالله تمر في سلسلة طويلة من التهديدات...
سأحكى لكم قصة واقعية تبين خطورة هذا الأمر...
أتذكر قبل رهبنتى، كان لنا جار في البيت المقابل، مرض ورقد على فراش الموت. وكان له ابن طفل. فأبعدوا هذا الطفل عند بعض أقاربه، حتى لا يرى أباه في ساعة موته. ثم مات الأب، ورجع الطفل إلى البيت بعد حوالى أسبوعين...
وسأل الطفل عن أبيه، فقالوا له: أخذه ربنا.. فظل الطفل غضبان من الله مدة طويلة!!
كيف يأخذ أباه منه، ويحرمه من الأب الذى يحبه؟!
كان عرض الأمر بهذا الأسلوب غير موفق تماماً. كان يمكنهم أن يقولوا له مثلاً: بابا راح السما...