كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
21- المديح والتشجيع للطفل
الطفل في الحضانة أو الابتدائي يميل إلى المديح. ويرى أنه دليل على المحبة.
فلا تقل: أنا أخشى عليه من الكبرياء والمجد الباطل! وأريد أن أعلمه التواضع، وأن يقول عن نفسه إنه خاطئ وشرير!!هذا النطق لا يناسب الطفل إطلاقاً.
بل بالمديح يطمئن الطفل على سلامة تصرفاته.
السن الناضجة هي التى يعرف فيها الإنسان الخير والحق من ذاته، يدرك ذلك عقلياً أو كتابياً أو عن طريق التوعية أو التعليم. أما في سن الطفولة، فيعرف أن هذا الأمر خطأ، حينما يمنعونه عن إتيانه.
بالمديح تكسب الطفل. وبالمديح تشعره بحبك له. وأيضاً بالمديح تشجعه على عمل الخير.
فإن قالت الأم مثلاً "بابا بيحب العيال الحلوين اللى بيعقدوا هاديين وما يتشاقوش"، تجد الطفل يرد عليها "أنا يا ماما هادى وما بتشاقاش". وإن قالت الأم "ربنا بيحب العيال الحلوين اللى بيجبوا اخواتهم الصغيرين ويلعبوا معاهم" تجد طفلها يرد قائلاً "أنا يا ماما باحب اختى الصغيرة، وبألعب معاها".
وهكذا يحمل المديح أحياناً لوناً من الإيحاء، يدفعه إلى عمل الخير.
سواء مدحته هو، أو مدحت العمل لكى يعمله فيستحق المديح... والطفل حساس يستطيع أن يميز الأشياء التى تجلب له المديح من التى تجلب له الإهمال أو العقاب... أما الأخطاء فيكفى أن تتجاهله فيها، فيعرف أنها لم تلاق اهتماماً أو مديحاً. وإن وبخته عليها، لا توبخه بكلمة خاطئة يمكن أن يلتقطها ويستخدمها مع غيره.
تأكد أنك أمام جهاز حساس في السماع والمحاكاة.
فإذا كان التوبيخ شتيمة، فإنه يسمعها منك ويقولها لغيره. وتكون قد أضيفت إلى قاموسه عبارة رديئة. إن التعامل مع الطفولة يعلمنا نحن الكبار كيف نختار الألفاظ المهذبة، حتى لا نقول كلمة رديئة يتعلمها أولادنا منا. وهذه بلا شك مسئولية الأبوين، ومسئولية الأقارب، وكذلك خدام التربية الكنسية.
وثق أن الطفل حريص على كرامته.
ولا يحب أن يهان بسبب أخطائه، كما أنه لا يود أن يفقد محبة أو مديح الذين يمدحونه أو يشجعونه. يمكن أن تقول له "يا حبيبي. بلاش تعمل كده. دا مش كويس...".
واحترس جداً من جهة ألفاظ التوبيخ والذم.
نشكر الله أن اللغة القبطية لا توجد فيها شتائم قائمة بذاتها. إنما الرذيلة هي عكس الفضلية أو نقصها. فالألفاظ التى تدل على أخطاء تأتى بطريقة تركيبية Constructive وليس بلفظ خاص . مثال ذلك كلمة ثرثار ليس لها لفظ خاص، وإنما تأتى مركبة (كثير الكلام).
يمكن إذن أن تعلم الطفل الخير والفضيلة بأسلوب إيجابي غير سلبى.