قد يفشل الإنسان في علاقاته مع الآخرين، ليس بسبب سوء القصد، إنما بسبب سوء التعبير.
فالنية الطيبة وحدها لا تكفى، إن لم يعبر عنها صاحبها بألفاظ طيبة، يكون لها وقع جميل في النفس.
لذلك فإن الإنسان الذى يحسن انتقاء الألفاظ في حديثه، كثيرا ما يكون ناجحا في علاقاته مع الناس.
وكما قال الكتاب: (بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان).
يمكن أن يعنى هذا أيضا (بكلامك يحبك الناس ويكرهونك).
ما أكثر النصائح النافعة المخلصة، التي رفضها سامعوها على الرغم من حكمتها وفائدتها، وذلك لأنها قدمت إليهم بتعبيرات قاسية، كانت منفرة لهم، ولم يجدوا فيها الحب الذى يجعلهم يسمعون النصيحة.
ليس المهم أن تكون المعانى التي تقصدها سليمة وصحيحة، إنما يجب بالأكثر أن تصاغ فى أسلوب وفى تعبير محبب إلى النفس، مقبول ممن توجه إليه تلك المعانى. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت
وقد يسأل البعض: أيجوز لنا أن ننتقد بعض تصرفات الغير ونحللها؟ ونعلق عليها، إن كنا في موقف المسئولية، وكان ذلك للخير؟ أم نحجم عن هذا، خوفا من أن نغضب ممن ننتقدهم؟
فى الواقع إن هذا أيضا يتوقف على التعبير.
هناك شخص يقول كل ما عنده، ولا يغضب منه أحد، بل قد يشكره، كما فعلت ابيجايل مع داود، التي أمكنها أن توبخه وتنذره وتنصحه، في جو من المديح الخالص، والحب والاحترام والتقدير، حتى قال لها: "مباركة أنت، ومبارك هو عقلك" وشكرها (1صم 25).
وشخص آخر لا يقول سوى كلمات قليلة، ولكنه بهذه الكلمات يقيم الدنيا ويقعدها، وبسبب أشكالات وأزمات، كل ذلك بسبب كلمات لم يحسن اختيارها، بسوء التعبير.
لهذا كله، أنصحك أن تتخير ألفاظك (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وأن تدقق في التعبير الذى تستخدمه، فإن (لغتك تظهرك).
ليس فقط من أجل أن تكون علاقتك طيبة مع الآخرين، بل أيضا من أجل نقاوة قلبك كابن لله
يارب سامحني انا عبدك الخاطي علاء