كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
37- متى تتكلم؟
ان كنت تتكلم لمجرد الكلام، فهذا شىء.
وان اردت ان تصل بكلامك الى نتيجة، فهذا شىء آخر، يجعل كلامك هادفا وفعالا..
وفى هذا الوضع الاخير تلزمك نصائح نافعة:
* تكلم حين تكون الاذن مستعدة لان تسمعك:
فان وجدت من تكلمه غير مستعد لسماعك، اسكت.
فلا تكلم شخصا يكون مرهقا ومتعبا نفسيا وجسديا، وتحيط به ظروف ضاغطة..
ولا تكلمه ان كان مشغولا وليس لديه وقت لسماعك، وليس لديه وقت يتفهم فيه رأيك ويناقشه معك (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وكما قال الحكيم: "تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها" (ام25: 11).
تخير لمحدثك افضل اوقاته، واليق حالاته واحسن المناسبات لكى تعرض عليه رأيك ويكون مستعدا قلبيا وذهنيا لسماعك وفهمك وقبول كلامك..
وان كنت تريد ان تصل الى نتيجة من كلامك:
* إكسب محدثك، تكسب الحديث كله ونتائجه:
كثيرون يهدفون الى كسب المناقشة بأية الطرق ولو بخسارة من يحدثونه..! فتكون النتيجة انهم يخسرون كل شىء. فالمنطق وحده لا يكفى بدون النفسية..
1- ان من يحطم مناقشة ويثبت له انه مخطىء وبخاصة امام الناس لا يمكن ان يكسب منه خيرا..
2- ومن يقاطع محدثه، ولا يعطيه فكرة للكلام ويرد على كلامه قبل ان يكمله ويشعره بانه خصم، هذا لا يمكن ان يجد في قلب محدثه قابلية للاستجابة وللاقتناع مهما كان رأيه منطقيا.
3- ومن يتهكم على افكار محدثه ويشرح له كيف انها ضعيفة وتافهة وغير عملية وغير منطقية، هذا ايضا لن يصل الى نتيجة..
لذلك احترم رأى من تكلمه مهما كنت ضده..
وبكل ادب وبكل لياقة يمكنك ان ترد عليه..
حاول ان تصل الى قلب من تكلمه قبل ان تصل الى عقله.
وثق انك ان كسبت القلب، تكسب العقل ايضا.
سامحني يا يسوع انا عبدك الخاطي علاءءء