لقد سمت الشريعة الموسوية على الدرجة السابقة إذ اهتمت بتقويم الطبيعة البشرية وإعدادها لقبول عدم مقابلة الشر بأي شر.
+ يرغب الإنسان دائما في الانتقام بصورة مغالي فيها جداَ وذلك بسبب الغ ضب والشعور بأن المسيء يجب أن يعاقب عقابا مضاعفاَ فالشريعة الموسوية التي جاء فيها عين بعين وسن سن تحد من لروح السابقة لأنها تطالب بألا يزيد الانتقام عن مقدار الضرر الذي أصاب الشخص فهذه الشريعة هي بداية السلام وأما السلام الكامل فهو ي عدم الانتقام.
+ أما في الشريعة الموسوية فقد طلب من الإنسان ألا يتعدى انتقامه قدر الشر الذي أصابه وبهذا يكون قد تنازل عن جزء من حقه إذ يقتضي العدل معاقبة البادئ بأكثر مما صنع لذلك فإن هذه الشريعة التي لم تكمل لم تستخدم القسوة على من يرتكب الشر بل استخدمت العدالة المصطبغة بالرحمة وهذه الشريعة كملت بواسطة من جاء ليكمل الناموس.
+ ينبغي ألا تفهم أن ما جاء بالناموس تبغض عدوك كوصية موجهة للإنسان البار بل بالحري سماح أعطي للضعيف.