كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
37- العقاب والمكافأة
محبة الطفل، لا تعنى تدليله بطريقة ضارة.
فيجب أن نكافأه على العمل الطيب الذى يعمله. ونوبخه علي العمل الخاطئ بطريقة غير قاسية. ويجب أن نمنعه عنه، إن كان ذلك يجلب ضراراً لغيره، أو كان أمراً غير لائق.
أما تدليل الطفل، والاستجابة له في كل شئ، فقد يعلمه حب الذات، والإصرار على تنفيذ أغراضه مهما كانت خاطئة ، وقد يصل إلى حب السيطرة، والتهديد بالصراخ والبكاء والضجيج لتنفيذ أغراضه، حتى لو كسر محتويات البيت!! وهنا لابد من معاقبته، ولا يهمك إن بكي. من الصالح له حينئذ أن يتألم وأن يبكى، حتى يترك ما هو فيه. ولنذكر قول الكتاب:
" الذى يحبه الرب يؤدبه... " (عب12: 6).
فإن كان الله مصدر الحب كله، يؤدب ولا يتنافى هذا التأديب مع محبته، إذن ينبغى أيضاً أن نؤدب أولادنا. ولكن نؤدبهم في تعليم، وفى غير قسوة.
وبعد التأديب نظهر لهم الحنان مرة أخرى.
لكى يدركوا أن ذلك التأديب لم يكن تغيراً في مشاعرنا نحوهم، وإنما هو تغير في تصرفاتهم وخروج بها عن الحد اللائق... ولنذكر أن الرب عاقب عالى الكاهن، لأنه لم يحسن تربية أولاده ( 1صم3: 13).
وكما نغرس فيهم العقائد الإيمانية، نغرس فيهم أيضاً محبة النظام والخير، وطاعة الكبار وقبول تأديبهم .
إن الخطأ يكون غالباً في طريقة التأديب، إن كانت بأسلوب غير روحي، أو أسلوب غير إنساني... أو إن امتزجت بالقسوة.
أو إن كانت هذه القسوة هي الأسلوب السائد، سواء كان الخطأ خفيفاً يكفيه مجرد النصح، أو خطيراً يقتضى العقوبة. إن الأبوين اللذين يسود الحنان معاملتهم لطفلهما، ستكون أكبر عقوبة له أن يحرم في وقت ما من هذا الحنان، ويشعر أنه فقد عطفهما وثقتهما. ويظهر هذا بالذات في سن الطفولة المتأخرة.