23- اهتمام الطفل
قصة حدثت معي تركت في نفسى أثراً كبيراً.
وقدمت لى أسلوباً أساسياً في معاملتي للأطفال. وفى الواقع أعطتني درساً عملياً نافعاً. في أحد الأيام زارتني أسرة ومعها طفلها. وأرادت الأم أن تقدم لي مهارة الطفل في الحفظ، فظلت تحث الطفل وتقول له:
- قل لسيدنا "أبانا الذى"... قل له " أجيوس..". أما الطفل فنظر إلى فى براءة وفرح، وقال لى:
- شايف الجزمة الحمرة الجديدة بتاعتى؟
كان الطفل سعيدا جداً بحذائه الجديد الأحمر، وأفكاره كلها مركزة فيه، ويريد أن يشاركه الكل في سعادته، بأن يلفت أنظارهم إلى هذا الحذاء الجديد الذى يلبسه... بينما الأم تريد ان تنقله إلى جو آخر روحى لم يصل إليه بعد...!
ومن ذلك الحين، كنت كلما أرى طفلاً: أمتدح أولاً ملابسه الجميلة، وما عليها من أشكال ورسوم، أو أمتدح ألوانها. فإن كانت بنتاً أمتدح الحلق الذى تلبسه، أو الفيونكا التى في شعرها، أو اللعبة التى في يديها.... أو أمتدح الأطفال عموماً بأنهم "حلوين" و"كتاكيت" ولطفاء... ولا مانع من بعض الشوكولاته أو الملبس أو الهدايا أياً كانت...
وبعد إشباعهم بهذا الرضى، ندخل في " أبانا الذى " وفى " آجيوس ".
تأتى مراجعة المحفوظات حينئذ فى موضعها... بعد أن يكون الطفل قد شبع حناناً وحباً، واطمئن إلى محبة من يكلمه، واطمئن من جهة رضاه عن نفسه، ورضى الآخرين عنه... أما أن نبدأ بسؤاله عن معلوماته، كأننا في موقف " المفتش " أو الممتحن، فهذا تصرف يأتى في غير وقته. وقد قال الحكيم " تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في وقتها " (أم25: 11).
سامحني يا يسوع انا عبدك الخاطي علاءء